رحلة إلى جزيرة غوري السنغالية

تعتبر جزيرة غوري السنغالية أشهر الجزر السياحية في القارة الأفريقية وتكمن أهميتها في أنها متشكلة جغرافياً على خريطة أفريقيا ، فمن يشاهدها من الجو يرى بأنها تحمل خريطة قارة أفريقيا بشكل مثالي ، أما النقطة الأخرى التي نالت بها جزيرة غوري شهرتها بأنها كانت الميناء الرئيسي الذي تنافس عليه المستعمرون و إستخدموه لاحقاً في تجارة العبيد التي كانت رائجة في ذلك الوقت خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا
أخذني الدليل الأفريقي إلى تلك الجزيرة الرائعة التي قضيت فيها ما يقارب الثلاثون يوماً ، وهذه صورتي إلتقطها لي معلمي وأستاذي أستاذ اللغات الأفريقية من داخل بيت إحتجاز الأفارقة وأمام البوابه الشهيرة التي حملت إسم ( بواية خروج بلا عوده ) تلك البوابه التي نالت شهرتها بعدد الأفارقة الذين تم إبعادهم قسراً إلى الولايات المتحدة وأوروبا منذ قرون
تجولت في هذا المنزل كثيراً ورأيت كيف تم بناء أقبيته التي لا تصلح حتى لإحتجاز الجماد فما بالك بإحتجاز بشر ، والغريب أن هناك أقبيه مُخصصة للإطفال ومثلها للنساء وأخرى للرجال ، وأكد لي الدليل الأفريقي الذي رافقني تلك الرحلة أن الخطة التي كانت يعتمدها المستعمرون هو أن يغادر الرجل إلى أوروبا وتغادر زوجته إلى أمريكا ويغادر الطفل إلى مكان أخر مجهول حتى لا يتم التعرف عليه مستقبلاً
توقفت كثيراً أمام كل ذلك ورحت أتلمس جدران ذلك المنزل تلك الجدران الصامته الكئيبه كما لو كنت أسمع صوتها صارخة وشاهدة على فظائع لن يعرف تاريخ البشرية لها مثيل

رحلة إلى جزيرة غوري السنغالية